اشرب يا شلبي.. وآه يا وشي

أشعر بسعادة غامرة بعد نهاية مباراة الأولمبي، ليس بالطبع للفوز بثلاثية نظيفة، لأنها نتيجة متوقعة وطبيعية، لكن من رد فعل الجماهير الحمراء "العظيمة" التي تعرف التمييز بين القديم و"المودرن".

لم أكن أنوى صراحة الذهاب إلى استاد القاهرة، لكن فور قراءة خبر على FilGoal.com أن الأهلي قرر بشكل نهائي عدم إذاعة اللقاء سواء فضائيا أو أرضيا أو حتى إذاعيا، قلت لنفسي: "كيف أتحمل عدم مشاهدة فريقي".

ذهبت قبل انطلاق المباراة بساعتين وتوقعت أن أجد صعوبة في الدخول، لكن حدثت المفاجأة.. إذ وجدن حوالي 350 مشجعا أهلاويا فقط، وهذا الرقم ليس بعيدا عن الحقيقة لأنني قمت بالفعل بمحاولة حصر عدد الجماهير.

وقلت لنفسي: أين جماهير الأهلي، قبل أن أتحدث هاتفيا مع أصدقائي لأؤكد أن اللقاء لن يذاع على أي قناة، لكن أحدهم قال لي: "مدحت شلبي كاد أن يقسم أن اللقاء سيذاع على قناته"، لكني قمت بالرد السريع: "يبدو أنك لم تشاهده وهو يستعطف حسن حمدي ويطلب السماح على فعلته السوداء".

المهم.. بدأت المباراة، وجلست وتمنيت أن تكون مباراة ممتعة حتى أشعر بقيمة ذهابي إلى الاستاد، وبالفعل، مع مرور أول خمس دقائق، أشارت لوحة النتيجة إلى التقدم بهدفين نظيفين.

ومع كل هدف، تهتف رابطة الأهلي الرائعة وتقول: "اشرب يا مدحت.. اشرب يا شلبي"، قبل أن تزيد الهتافات العدائية ضد سمير زاهر وأحمد شوبير وأيمن يونس.

وبمرور عدة دقائق، علمت بقيام محمود الخطيب "بيبو الكبير" بتقديم استقالته من قناة مودرن، لتزيد سعادتي، وعرفت بعد ذلك بابتعاد وليد صلاح الدين أيضا، فشعرت أن الأهلي يسجل أهدافا أخرى.

ومع التفكير في ما فعله بيبو، دخل خالد بيبو إلى الاستاد وتلقى مؤارزة من الجماهير القليلة الموجودة، فقلت لنفسي: "سبحان مغير الأحوال.. كان شلبي نجم بجوار بيبو في مباراة الستة بكلمة بيبو وبشير، وها هو الآن العدو الأول للجماهير الحمراء".

استمرت المباراة، حتى احتسم الحكم "الغريب" محمود عاشور خطأين متتاليين على محمد بركات، فهتفت الجماهير القليلة ضده بعنف، ليقرر إيقاف المباراة والتحدث مع حسام البدري، الذي تركه وعاد إلى مقاعد البدلاء رافضا "إهدار وقته".

وأعرف أن اتحاد الفضائيات الذي يشعر بخيبة أمل من موقف الأهلي "القوي جدا" وسيوقع عقوبات ضد الجماهير، وربما يعاقبها من الذهاب إلى الاستاد ليجبر نادينا على إذاعة اللقاء، لكني أقولها بصوت عال: "لا نريد إذاعة مبارياتنا على هذه القنوات، حتى إذا تعرضنا للإيقاف".

ومع الدقائق الأخيرة للقاء، وصلت للجماهير خبر إصابة الهارب في وجهه، فوجدت شخص يجلس بجواري يقول: "أحسن"، وحقيقة لا أحب هذا الحارس، لكني احترت بين الشماتة، وبين عدم الاكتراث، لكن مجرد هتاف الجماهير: "آي..آي..آي يا وشي" وجدت نفسي أضحك من أعماق قلبي!!

وفي النهاية، مكاسب المباراة عديدة، أولها إثبات قوة الأهلي وإعادة السيطرة والقيادة للكرة المصرية، لأن من يقودها لا يعرف كيفية احترام الحقوق، وثانيا لعودة المجرم محمد أبو تريكة، وثالثا لمواصلة "الكينج" أحمد حسن لتألقه، ورابعا المستوى اللافت للنظر لحسين ياسر الذي أعاد للأذهان مستوى وليد صلاح الدين في "عز" تألقه.

وبكل صراحة شعرت بمتعة كبيرة وأنا أشاهد في آخر عشر دقائق حسن وبركات وتريكة وحسين ياسر بجوار بعضهما البعض، ويا سلام على الكعب والتفويت والكلام الحلو بتاع زمان.

في حد تاني راح الماتش وعنده تعليق؟ واللي مرحش.. مرحش ليه!!